سورة المؤمنون - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)}
أخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً {واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي من الحرام، يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، فأنى يستجاب لذلك».
وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن أم عبد الله أخت شداد بن أوس أنها «بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وهو صائم، فرد إليها رسولها، أنى لك هذا اللبن؟ قالت: من شاة لي. فرد إليها رسولها، انى لك الشاة؟ فقالت: اشتريتها من مالي. فشرب منه. فلما كان من الغد أتته أم عبد الله فقالت: يا رسول الله بعثت إليك بلبن فرددت إلي الرسول فيه فقال لها: بذلك أُمِرَتْ الرسل قبلي أن لا تأكل إلا طيباً ولا تعمل إلا صالحاً».
وأخرج عبدان في الصحابة عن حفص بن أبي جبلة «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} الآية. قال: ذاك عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمه» مرسل حفص تابعي.
وأخرج سعيد بن منصور عن حفص الفزاري مثله موقوفاً عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحيلة عن أبي ميسرة عن عمر بن شرحبيل في قوله: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} قال: كان عيسى ابن مريم عليه السلام يأكل من غزل أمه.
وأخرج البيهقي في الشعب عن جعفر بن سليمان عن ثابت بن عبد الوهاب بن أبي حفص قال: أمسى داود عليه السلام صائماً، فلما كان عند إفطاره أتى بشربة لبن فقال: من أين لكم هذا اللبن؟ قالوا: من شاتنا. قال: ومن أين ثمنها؟ قالوا: يا نبي الله من أين تسأل؟ قال: إنا معاشر الرسل أُمِرْنا أن نأكل من الطيبات ونعمل صالحاً.
وأخرج الحكيم الترمذي عن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جاءني جبريل إلا أمرني بهاتين الدعوتين. اللهم ارزقني طيباً، واستعملني صالحاً».
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} قال: هذه للرسل ثم قال للناس عامة و {إن هذه أمتكم أمة واحدة} [ الأنبياء: 92] يعني. دينكم دين واحد.


{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: كتباً قال: وقال الحسن: تقطعوا كتاب الله بينهم فحرفوه وبدلوه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: كتب الله، حيث فرقوها قطعاً {كل حزب} يعني: كل قطعة، وهؤلاء أهل الكتاب.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: هذا ما اختلفوا فيه من الأديان {كل حزب} كل قوم {بما لديهم فرحون} معجبون برأيهم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فذرهم في غمرتهم} قال: في ضلالتهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فذرهم في غمرتهم} قال: في ضلالتهم {حتى حين} قال: الموت.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل {فذرهم في غمرتهم حتى حين} قال: يوم بدر.


{أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أيحسبون} قال: قريش. {إنما نمدهم به} قال: نعطيهم {من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات} نزيد لهم في الخير بل نملي لهم في الخير ولكن لا يشعرون.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {أيحسبون إنما نمدهم به من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} قال: مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم، فلا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم ولكن اعتبروهم بالإِيمان والعمل الصالح.
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قرأ {نسارع لهم في الخيرات}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن الحسن؛ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بفروة كسرى فوضعت بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك، فأخذ عمر سواريه فرمى بهما إلى سراقة، فأخذهما فجعلهما في يديه فبلغتا منكبيه فقال: الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يدي سراقة بن مالك بن جعشم، أَعرابي من بني مدلج. ثم قال: اللهم إني قد علمت أن رسولك قد كان حريصاً على أن يصيب ما لا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظراً منك وخياراً، اللهم إني أعوذ بك أن يكون هذا مكراً منك بعمر ثم تلا {أيحسبون أَنما نمدهم به من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ميسرة قال: أجد فيما أنزل الله على موسى، أيفرح عبدي المؤمن أن ابسط له الدنيا وهو أبعد له مني، أو يجزع عبدي المؤمن أن أقبض عنه الدنيا وهو أقرب له مني، ثم تلا {أيحسبون أَنما نمدهم به من مال وبنين} {نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10